الأربعاء، 25 يناير 2012

وقـفــــات مــع التــــاريـخ



عاصرنا قبل الثورة في البلاد العربية بشكل عام ظلم واستبداد وسرقة لشعوبنا وفكرنا وأموالنا وأيام تمنيناها أن لا تتكرر ، خلعت الشعوب العربية ثوبها القديم لتظهر كعروس ليلة زفافها واكتملت في بعضها ومازالت تخطو خطاها في البعض الآخر لذلك كان لابد من وقفات مع الدروس المستفادة من تلك الثورات العربية لتتضح معالم الصورة، نافعة بذلك الأمة كلها ، والتي تم استخلاصها واستيعابها مع أول درس نعرضه من خلال سيناريو فيلم : عندما نقرأ قصة فرعون في القران الكريم ، ويقوم احد كاتبي السيناريو بكتابة فيلم عن هذه القصة سوف يعدل في شكلها وليس مضمونها ليكون الفيلم بدلا من بطولة فرعون يكون من بطولة القذافى ، وبدلا من بعض الكلمات التي نطق بها فرعون ينطق القذافى ببعض الكلمات مثل ( أنا الملك ) ... الخ ، وتمر أحداث التكبر والاستعلاء في الفيلم ليستنكر القذافى انقلاب الشعب عليه كما استنكر فرعون انقلاب السحرة عليه ثم يأتي المشهد الأخير ليعرض لنا القذافى كالفأر وهو في يد شاب صغير أمسكه في المصيدة ، ولن يفلته قبل قتله وهو أمامنا لا حيلة له ولا قوة كما كان فرعون من قبل يقذف البحر جثته إلى البر بعد غرقه ليكون لنا آية ونحن لم نشاهد فرعون وإنما قرانا قصته في القران ونحن الآن رأينا المشهد أمامنا صوتا وصورة بنفس الكيفية ، والمخرج أمامه فرصة أخرى لتعديل مشهد النهاية فيكون البطل في صورة مخزية مذلة وهو يرقد على السرير داخل قفص المحكمة لعله يستعطف من يريدون حقهم منه ليس عنده ذرة من صفات الرجال ليتعذر عما اقترفت يداه ولكن ازداد وقاحة وعار ووضاعة وخسة وهو يحاول أن يتهرب بإنكار كل شيء في مشهد مليء بالجبن والذل والمهانة ، ومع نهاية الفيلم أرى الصورة التي يجب أن يكون عليها المشاهدين هي أن يتوجهوا إلى الله بالحمد والثناء وان يخروا ساجدين شاكرين لأنهم عاشوا إلى اللحظة التي رأوا فيها آيات القران صوتا وصورة فازداد عندهم اليقين واقسم كل من حضر الفيلم على نفسه أن يتواضع وان يتوب عن كل إساءة قام بها في أي اتجاه وخرج الكل مجمعين على الحب والتجمع والرغبة في تقويم السلوك واضعا الكل نفسه في مكانها الطبيعي بعيدا عن التكبر والظلم والاستعلاء نابذين كل منافق وكذاب ومستبد ومزور وظالم .

سمر ناصر موسى
نشر فى جريدة منبر الحرية الوطنى بتاريخ 17/1/2012